مع دخول الشتاء.. السويد تخصص أكثر من 1.1 مليار كرون لدعم أوكرانيا
مع دخول الشتاء.. السويد تخصص أكثر من 1.1 مليار كرون لدعم أوكرانيا
أعلنت الحكومة السويدية، اليوم الثلاثاء، تخصيص أكثر من 1.1 مليار كرون سويدي (نحو 116 مليون دولار أمريكي) لدعم أوكرانيا، في خطوة جديدة تهدف إلى مساعدة المدنيين على مواجهة تداعيات الحرب المستمرة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يضاعف من معاناة الملايين في ظل انقطاع الكهرباء وتهالك البنية التحتية.
وأوضحت ستوكهولم أن هذا الدعم سيركّز على ضمان إمدادات الطاقة الحيوية، والمساعدة في إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية المدمّرة، إلى جانب تمويل القطاع الصحي الذي يعاني ضغطاً شديداً نتيجة القصف المستمر ونقص الإمكانيات والمعدات الطبية في مناطق واسعة من البلاد.
ويأتي هذا القرار امتدادًا لموقف السويد والدول الاسكندنافية التي قدّمت دعماً سياسياً وإنسانياً ومادياً قوياً لكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، عندما أطلقت روسيا عمليتها العسكرية الواسعة على الأراضي الأوكرانية، في واحد من أكبر النزاعات التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن السويد قدّمت لأوكرانيا منذ بداية الحرب ما يصل إلى 109 مليارات كرون، شملت مساعدات إنسانية، ودعماً اقتصادياً، ومساهمات عسكرية غير مباشرة، إضافة إلى استقبال آلاف اللاجئين الأوكرانيين الفارين من مناطق القتال.
الأزمة الروسية– الأوكرانية
تعود جذور الأزمة إلى سنوات طويلة من التوتر بين موسكو وكييف، بسبب تحركات أوكرانيا المتزايدة نحو الغرب ورغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
وبلغ التصعيد ذروته في فبراير 2022، عندما بدأت القوات الروسية هجومًا واسع النطاق على عدة محاور داخل الأراضي الأوكرانية.
ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد دماراً واسعاً في المدن والبنية التحتية، وموجات تهجير ضخمة طالت ملايين المدنيين، إضافة إلى أزمة طاقة خانقة بعد استهداف محطات الكهرباء والمرافق الحيوية، ما جعل الشتاء أحد أخطر الفصول على السكان، خصوصًا في المناطق الشمالية والشرقية.
أزمات اقتصادية في عدة دول
امتدت تداعيات الحرب إلى خارج حدود أوكرانيا، حيث ساهم النزاع في ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء عالميًا، وفي تعميق أزمات اقتصادية في عدة دول، لا سيما في أوروبا التي كانت تعتمد بدرجة كبيرة على الغاز الروسي.
ورغم الوساطات الدولية المتكررة والمبادرات الأممية الداعية لوقف إطلاق النار، ما زالت المعارك متواصلة، في وقت يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر من أرواحهم وأرزاقهم ومستقبل أطفالهم.
ويعكس الدعم السويدي الجديد رسالة سياسية وإنسانية واضحة مفادها أن كييف لن تُترك وحدها في مواجهة واحدة من أكثر الحروب دموية وتعقيداً في القرن الحادي والعشرين.










